خطبة الجمعة القادمة 7 أبريل 2023م : السكينة والطمأنية وفضائل العشر ، للشيخ خالد القط
خطبة الجمعة القادمة 7 أبريل 2023م بعنوان : السكينة والطمأنية في القرآن الكريم وفضائل العشر ، للشيخ خالد القط، بتاريخ 16 رمضان المبارك 1444هـ ، الموافق 7 أبريل 2023م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 7 أبريل 2023م بصيغة word بعنوان : السكينة والطمأنية في القرآن الكريم وفضائل العشر ، للشيخ خالد القط
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 7 أبريل 2023م بصيغة pdf بعنوان : السكينة والطمأنية في القرآن الكريم وفضائل العشر ، للشيخ خالد القط
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 7 أبريل 2023م ، بعنوان : السكينة والطمأنية في القرآن الكريم وفضائل العشر ، للشيخ خالد القط ، كما يلي:
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، أودعَ السكنيةَ والطمأنينةَ في قلوبِ عبادهِ المؤمنين، وجعلَ الحيرةَ والخوفَ ملازمًا قلوبَ الجاحدين، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلّا اللهُ ولىُّ الصالحين، القائلُ في كتابهِ العزيزِ ((هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ)) سورة الفتح (4)، وأشهدُ أنَّ مُحمدًا عبدُ اللهِ ورسولُهُ وصفيُّهُ مِن خلقهِ وخليلُهُ، اللهُمَّ صلِّ وسلمْ وباركْ عليهِ وعلى آلهِ وصحبهِ، حقَّ قدرهِ ومقدارهِ العظيم.
أمَّا بعدُ
تابع / خطبة الجمعة القادمة 7 أبريل 2023م : السكينة والطمأنية في القرآن الكريم وفضائل العشر ، للشيخ خالد القط
فإنَّ مِن النعمِ نِعمًا لا تُقَوّمُ بأيِّ ثمنٍ مِن أثمانِ الدنيا، حتى لو أنفقتَ ما في الأرضِ جميعًا، ما بلغَ المرءُ مرادَهُ، مِن هذه المنحِ الربانيةِ، مِن هذه النعمِ الكُبرى، نعمةُ السكينةِ والطمأنينةِ وصفاءِ الروحِ، وراحةِ البالِ التي تملأُ النفسَ، ولعلَّ بعضَنَا في هذه الأيامِ المباركةِ مِن شهرِ رمضانَ المباركِ يدركُ بعضًا مِن هذه المشاعرِ الطيبةِ والروحانياتِ العاليةِ، ونحن نستمتعُ بنعمةِ الصيامِ ونأنسُ ونسعدُ بقراءةِ القرآنِ الكريمِ، وبلذةِ القربِ مِن ربِّنَا الرحمنِ في صلاتي التهجدِ والقيامِ، فيا لهَا مِن متعةٍ روحيةٍ، لا تدانيهَا أيّ متعةٍ على وجهِ الأرضِ.
أيُّها المسلمون ولكنْ السؤالُ الذي يطرحُ نفسَهُ ما هي السكينةُ؟ وهنا يمكنُ القولُ أنَّ هناك تعريفاتٌ كثيرةٌ للسكينةِ، ولكنْ مِن أدقِّ التعريفاتِ وأوجزِهَا أنَّ السكينةَ هي ثباتُ القلبِ عندَ هجومِ المخاوفِ عليهِ وسكونهِ وزوالِ قلقهِ، واضطرابهِ، وهناكَ علاقةٌ وثيقةٌ أيُّها المسلمون بينَ السكينةِ والإيمانِ فكلَّمَا ازدادَ الإيمانُ زادتْ السكينةُ والطمأنينةُ في القلوبِ، وكلَّمَا نقصَ الإيمانُ قلَّ الأمانُ، وحلَّ الفزعُ والخوفُ في القلوبِ.
قالَ تعالَى ((هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ ۗ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا.)) (4) سورة الفتح.
* فمحالٌ أبدًا أنْ يكونَ القلبُ متعلقًا باللهِ وجوُّ الإيمانِ يهيمنُ ويسيطرُ على النفسِ الإنسانيةِ ثُم يشعرُ الإنسانُ بعدمِ الراحةِ، فإنَّ الإنسانَ البعيدَ عن هذه الروحانياتِ والبركاتِ هو المحرومُ مِن الأمنِ والأمانِ وطمأنينةِ القلبِ والنفسِ، ألم يقلْ ربُّ العالمين (( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ )) سورة الرعد (28 ) ، وتتجسدُ كلُّ هذه المعانِي واضحةً في قولهِ تعالى (( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ )) سورة النحل (112
تابع / خطبة الجمعة القادمة 7 أبريل 2023م : السكينة والطمأنية في القرآن الكريم وفضائل العشر ، للشيخ خالد القط
* أيُّها المسلمون لقد وردَ لفظُ السكينةِ في القرآنِ وهو يشيرُ إلى الطمأنينةِ التي يُلقيهَا اللهُ في القلوبِ والتأييدِ والنصرةِ مِن اللهِ لأنبيائهِ وأوليائهِ إلّا التي في سورةِ البقرةِ كما قالَ ابنُ عباسٍ رضي اللهُ عنهما وهى قولُهُ تعالًى: ((وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ)) سورة البقرة (248
* إنَّ المتأملَ لآياتِ القرآنِ الكريمِ يجد السكينةَ والطمأنينةَ قد لازمتْ رسولَ اللهِ وأصحابَهُ الكرامَ وقتَ الشدائدِ و المحنِ ، وكأنَّ اللهَ يريدُ أنْ يخففَ عنهم آلامَهُم فيربطَ على قلوبهِم، ويثبتَ أقدامَهُم ، فيشعر الإنسانُ وهو يعيشُ مع اللهٍ وكأنَّهُ في عالمٍ أخرٍ، رغمَ صعوبةِ وشدةِ الموقفِ والأجواءِ مِن حولهٍ، حيث لازمتْ السكينةُ رسولَ اللهِ وأصحابَهُ يومَ حنينٍ بعدَ ما تعرضَ المسلمون لموقفٍ مؤسفٍ، حيثُ تحوّلَ النصرُ إلى هزيمةٍ، ولنتركْ القرآنَ ليحدثَنَا عن هذا الموقفِ، قالَ تعالَى (( لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ ۙ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ۙ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ 25 ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ. )) (26) سورة التوبة
موقفٌ آخرٌ تحدثَ عنهُ القرآنُ الكريمُ، حيثُ نزلتْ السكينةُ والطمأنينةُ في غارِ ثورٍ وقتَ وجودِ كلِّ المخاوفِ التي تحيطُ بالغارِ، الذى كان بداخلهِ رسولُ اللهِ والصديقُ أبو بكرٍ قال تعالى (( إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ. )) (40
تابع / خطبة الجمعة القادمة 7 أبريل 2023م : السكينة والطمأنية في القرآن الكريم وفضائل العشر ، للشيخ خالد القط
وفى بيعةِ الرضوانِ وصلحِ الحديبيةِ كانتْ السكنيةُ والطمأنينةُ تملآنِ قلوبَ المؤمنين كما جاء ذلك في سورةِ الفتحِ في قولهِ تعالى (( لَّقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا )) (18)، وقالَ أيضًا (( فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَىٰ وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا ۚ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا )) (26 ) كما تلاحظَ أنَّ لفظَ السكينةِ في القرآنِ باستثناءِ سورةِ البقرةِ قد جاءَ في سورتين فقط هما التوبةُ والفتح.
* ولأهميةِ السكينةِ ومكانتِهَا كان النبيُّ ﷺ يسألُهَا ربَّهُ ففي الصحيحين مِن حديثِ البراءِ بنِ عازبٍ قال (( كانَ رَسولُ اللهِ ﷺ يَومَ الأحْزَابِ يَنْقُلُ معنَا التُّرَابَ، وَلقَدْ وَارَى التُّرَابُ بَيَاضَ بَطْنِهِ، وَهو يقولُ: وَاللَّهِ لَوْلَا أَنْتَ ما اهْتَدَيْنَا… وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا فَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا… إنَّ الأُلَى قدْ أَبَوْا عَلَيْنَا قالَ: وَرُبَّما قالَ: إنَّ المَلَا قدْ أَبَوْا عَلَيْنَا… إذَا أَرَادُوا فِتْنَةً أَبيْنَا وَيَرْفَعُ بهَا صَوْتَه )).
الخطبةُ الثانيةُ
أيُّها المسلمون ونحن على مقربةٍ مِن العشرِ الأواخرِ مِن رمضانَ، فيا لها مِن فرصةٍ عظيمةٍ ليتداركَ الإنسانُ منّا ما فاتَهُ مِن تقصيرٍ خلالَ الأيامِ الماضيةِ، فقد كانَ النبيُّ ﷺ يخصُّ ويميزُ العشرَ الأواخرَ مِن رمضانَ على غيرِهَا ففي الصحيحين مِن حديثِ عائشةَ رضى اللهُ عنها قالت ((كانَ النبيُّ ﷺ إذا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وأَحْيا لَيْلَهُ، وأَيْقَظَ أهْلَهُ..))
اللهم تقبلْ صيامنَا وقيامنَا وركوعنَا وسجودنَا، وصالحَ أعمالِنَا بفضلِكَ وكرمِكَ يا أكرمَ الأكرمين.
كتبه / الشيخ خالد القط
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف